من أين أتى أسم ليبيا ؟
أطلق قدماء المصريين وفراعنه مصر على القبائل التي تقطن غرب مصر بالليبيين . لأن أكبرها كانت القبيلة التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو LIBU . وقد ورد ذكر هذه أسم هذه القبيلة لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح MERNEPTAH من الأسرة التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر ق . م ). ومن الأسم الذى أطلقه قدماء المصريين على هذه القبيلة أطلق على هذه المنطقة أسم ليبيا وعلى سكانها أسم ليبيين - وبالرغم من تغيير أسم ليبيا عدة مرات فى خلال التاريخ إلا أنه ظل الإسم القديم الذى أطلقة قدماء المصريين على هذه الأرض هو إسم ليبيا .
وعندما آلت المنطقة إلى الإغريقين أطلقوا هذا الاسم على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر، ونستدل على ذلك أنه أورده أيضاً المؤرخ اليهودى هيرودوت الذي زار "ليبيا" وذلك في بداية النصف الثاني من القرن الخامس ق .م
القبائل الليبية ومصر
وفى اثناء فترات الجفاف التى كانت تهاجم الأراضى الليبية أحياناً وضعف الحكم فى مصر كانت بعض القبائل تهاجم مصر ووصلت إلى الحكم ويقال أن أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون الفرعونية هى ليبية الأصل احتفظت بحكم مصر قرنين من الزمان (من القرن العاشر إلى القرن الثامن ق . م ) وكان مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق هو من ملوكها الأقوياء فإجتاح فلسطين وأستولي على عدد من المدن ورجع بغنائم كثيرة .
ليبيا والإحتلال المسيحى
وأحتل النورمانديين بعض مدن شمال ليبيا وكانوا ينطلقون من قواعدهم في صقلية
وفي عام 1158 م نجح الموحدون في طرد النورمانديين تماماً من طرابلس. الذين ظلوا يحكمون شمال أفريقيا حتى عام 1230 م . وقد ترك الموحدون حكم الأجزاء الشرقية من المدن التى أحتلوها للحفصيين. ولكن برقة لم يسيطر عليها الحفصيون، ولكنها ظلت تحت حكم مباشرة من مصر وان تمتعت في بعض الأحيان بالحكم الذاتي.
وفى سنة 1510 م احتل الأسبان طرابلس وظلوا يحكمونها حتى سنة 1530 م ثم منحها شارل الخامس ، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية لفرسان القديس يوحنا الذين صاروا يعرفون في ذلك الوقت بفرسان مالطا .
وبقيت طرابلس تحت حكم الفرسان المسيحى إحدى وعشرين سنة. ولكن لم يكن الفرسان متحمسين كثيرا للاحتفاظ بطرابلس. ،
ليبيا والإحتلال العثمانى السنى
وفي سنة 1551 م هاجم جيش السلطان العثماني طرابلس بقيادة سنان باشا ودرغوت إلى طرابلس، وفرضا عليها حصارا دام أسبوعا واحدا وانتهى بسقوط المدينة .
دخلت البلاد منذ 1551 م فيما يعرف بالعهد العثماني الأول وهو الذي ينتهي 1711 م عندما استقل أحمد باشا القره مانلي بالولاية .
وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا: طرابلس الغرب، برقة، وفزان، وكان يحكمها طبقاً للنظام العثمانى باشا يعينه السلطان . وبعد قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الإمبراطورية العثمانية، وأصبحت الحكومة المركزية فى أستانبول عاجزة عن أن فرض النظام والتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند ، في جو يملؤه بالمؤامرات والعنف لأقتناص السلطة والحكم فى ارجاء الولايات والبلاد التى كانت خاضعة للحكم العثمانى . وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكتر من عام واحد ويذكر المؤرخين ان في الفترة ما بين سنة 1672 م -1711 م تولى الحكم أربعة وعشرون واليا.
وفي سنة 1711 م قاد ضابطا في الجيش التركي أسمه أحمد القره مانلي جنوده وأطاح بالباشا العثمانى . ووافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي .
وتوالت أسره أحمد القره مانلي حكم ليبيا حتى 1835 م ويعتبر يوسف باشا أبرز ولاة هذه الأسرة وأبعدهم ثرا.
كان يوسف باشا العثمانى جشعاً فى طلب المال وكان ينغمس في الملذات والترف ولجأ إلى الاستدانة من الدول الأوروبية. ممن يمرعلى بالقرب من السواحل الليبية وطالب الدول البحرية المختلفة برسوم المرور عبر تلك المياه .
وكان عثمان باشا يميل إلى الإنفصال عن السلطان العثمانى وبدأ السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته عندما رفض يوسف مساعدة السلطان ضد اليونانيين 1829 م وقام عبد الجليل سيف النصر بالتمرد على يوسف باشا وحكم القرة مانيليين . كما اشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه التى إستدانها منهم . وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركا الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة 1832 م وقد أعترف السلطان محمود الثاني 1808-1839م . ولكن قرر السلطان التدخل مباشرة واستعاد سلطته المركزية على ليبيا . [/size]
وفي26 مايو 1835 ف حاصر الأسطول التركي طرابلس والقي القبض على علي باشا ونقل إلى تركيا .
أدريس السنوسى أمير ليبيا
وكان الفرنسيين إحتلوا الجزائر ثم تونس، وإحتل الإنجليز في مصر والسودان . كانت إيطاليا آخر الدول الأوروبية التي دخلت مجال التوسع الاستعماري وإلتهام جزء من الإمبراطورية العثمانية العجوز .
وأعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر سنة 1911 ف.. وأستولت على طرابلس في 3 أكتوبر من السنة نفسها. ولم تصمد القوات التركية العثمانية ضد الإيطاليين إلا لفترة قصيرة، وإضطرت تركيا للتنازل عن ليبيا لإيطاليا بمقتضى المعاهدة التي أبرمت بين الدولتين في 18 أكتوبر 1912م
و دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى 1915 م حاولت تركيا إيجاد طابور خامس فى ليبيا لأستعادتها انضم أحمد الشريف فجندته ضد الغزو الإيطالي في برقة إلى جانب تركيا ضد الحلفاء حيث أن العملية كلها سياسية مجموعة دول ضد اخرى فى حرب عاليمة ، وتنازل أحمد الشريف عن الزعامة لإدريس السنوسي.
وكانت إيطاليا ضمن الدول المنتصرة ولكنها وجدت ان السنوسى أصبح قوة داخلية فمنحوا بعض الوعود لإدريس السنوسي، هذه الوعود تضمنت الاعتراف به أميرا على أجزاء من برقة وحاكماً عليها وأصبح تابعاً لهم ونصت الاتفاقيات التى تمت بينهما على وقف القتال وتسليم السلحة التى مع أتباعه ، ولكن اضطر الملك إدريس السنوسي للهرب إلى مصر، وتولى عمر المختار قيادة حركة الجهاد. وتولى الحزب الفاشستي زمام الأمور في إيطاليا سنة 1922 م ، وحاول الإنجليز فى مصر قلقلة القادة العسكريين الإيطاليين فجندوا عمر المختار وأمدوه بالسلاح وفي 1931 ف أسر الإيطاليين عمر المختار الذي كان يتزعم حركة المقاومة ضدهم وأعدموه شنقا في 16 سبتمبر سنة 1931 ف وتمكنوا من السيطرة على البلاد تماماً ، واستولوا على أخصب الأراضي ومنحوها للأسر الإيطالية التي جاءت لتقيم في ليبيا.
وفى الحرب العالمية الثانية 1940 م انضم الليبيون إلى جانب صفوف الحلفاء، بعد أن تعهدت بريطانيا بأنه عندما تضع الحرب أوزارها فإن ليبيا ستستقل عن إيطاليا .
وبعد هزيمة إيطاليا وسقوط كل من بنغازي وطرابلس في أيدي القوات البريطانية. فصلت انجلترا بين إقليمي برقة وطرابلس ومنح فزان لفرنسا ،
وفي أول يونيو 1949 م وبعد مفاوضات، تم الاتفاق على منح برقة استقلالها اعترف به الإنجليز ورفعواالليبين قضية ليبيا في جداول أعمال المؤتمرات التي عقدتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية كما نقل الليبيون قضيتهم إلى الأمم المتحدة.
وفي 10/3/1949 م نشرت بريطانيا وإيطاليا مشروع بين سيفورزا الخاص بليبيا , ويقضي ذلك المشروع بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على المشروع . وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة في 13/5/1949 م وقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه. ولم يحصل المشروع إلا على عدد قليل من الأصوات المؤيدة ,
ثم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 م الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 م وكونت لجنة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
وفي شهر 10/1950 م كونت اللجنة جمعية تأسيسية من ستين عضوا تمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة عشرون عضوا.
وفي 25/11 /1950 م اجتمعت الجمعية التأسيسية برئاسة مفتي طرابلس لتقرر شكل الدولة. وكلفت الجمعية التأسيسية هذه الجنة لصياغة الدستور.
وبعد دراسة النظم الاتحادية للحكومات المختلفة في العالم، وفي سبتمبر 1951 م قدمت نتيجة دراستها إلى الجمعية التأسيسية وكانت قد أصبحت حكومات إقليمية مؤقتة ،
وفي 29/3/1951 م أعلنت الجمعية التأسيسية تشكيل حكومة اتحادية مؤقتة في طرابلس .
وفي 12/10/1951 م نقلت إلى الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية.
ولكن في 15/12/1951 م نقلت السلطات المالية إلى الحكومة الليبية المركزية .
وفي 24/12/1951 م إعلن الدستور وتولي ليبيا شؤون الدفاع والخارجية.
وفي سنة 1963 م تم تعديل الدستور وأسسوا دولة موحدة
وكان فجر الفاتح العظيم فى 1969م
====================================================================
المـــــــــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل 41 (ك6 ف 41)
(2) أسم "مقار" يعنى فى اليونانية مبارك
(3) آلة تعذيب أستعملت فى أضطهاد المسيحيين وكانت تمر فوق الجسم فتمزقة .