aboosaleh2010 نائب المدير العام
عدد المشاركات : 376 العمر : 38 اوسمة المنتدى :
| موضوع: حرائر فلسطين في السجون .... يصرخن ولكن دون صدى الإثنين مارس 23, 2009 6:40 pm | |
| فى الماضي قامت كل الدنيا لامرأة صرخة وا معتصماه واليوم ألوف المحرومات يبكيــــــــــــن ويذرفن الدمعات يصرخن ولكن دون صدى .. يصرخن ولكن دون صدى وإذا بالصمت يلف الكون وتحبـــــــس فى الصدر الأنات فلماذا ننسى أمجادا شيــــــــــــــــــــــــــــدت وبناها أجداد أنسينا العزة أم أنا نحيا في زمن النسيـــــــــــــــــــــــــــان
تستقبل المرأة الفلسطينية يوم الثامن من آذار/ مارس بحزن ومرارة؛ فلهذا اليوم في حياتها طعم آخر يترجم لحظات الألم القاسية التي تعايشها جراء فقدان الابن والأب والزوج. فنساء فلسطين لسن بحاجة إلى تحضير الكلمات ووصفها بشكل إنشائي للتعبير عما يتمنينه في يوم المرأة لهذا العام، فهن كما يقلن يصنعن من صبرهن ومواصلة تربية أبنائهن على ذات الدرب خطة عمل لتسير عليها جميع الشعوب المقهورة وليس فقط نساء فلسطين.
لم تجد "آمنة الصباغ" -التي تعرض منزلها في جنين للتدمير عدة مرات واستشهد أحد أبنائها دون أن يرى ابنه البكر الذي ولد حديثا خلال اجتياح المخيم، فيما يقبع ابنها الثاني في سجون الاحتلال الإسرائيلي- للتضامن مع نساء شعبها في إحيائهن لهذه المناسبة سوى التوجه مع غيرها من الأمهات الثكلى إلى مقبرة الشهداء، وكل منهن تقاوم حزنها بتوجيه صرخة من قلب أمهات المخيم إلى كل شعوب الأرض ليخلصوا الفلسطينيين من المأساة المستمرة في حياتهم منذ النكبة بأشكالها المتعددة.. من تشريد وقتل وسجن وملاحقة واغتيال.
أما الطفلة "روند" التي لم يتجاوز عمرها 10 سنوات فلم تجد من هدية تقدمها لوالدتها في مثل هذا اليوم سوى قصيدة جديدة عن ملحمة مخيم جنين والمجزرة التي وقعت فيه.
ووالدة الشهيد محمود طوالبة (أحد أبطال مخيم جنين) تقول: إن كل المناسبات أصبحت لديها بلا معنى أو أهمية بسبب الأوضاع القاسية التي ألقت بظلالها عليها وعلى أسرتها عندما بدأت باستشهاد ابنها محمود وغياب أبنائها الأربعة الأسرى في سجون الاحتلال.
للمعتقلات قسط آخر
وللمعتقلات وذويهن في سجون الاحتلال قصة أخرى مع الاحتفاء بيوم المرأة العالمي.. فهناك عائلة المعتقل جمال أبو الهيجا من ذات المخيم.. مخيم جنين، والذي انضمت زوجته لقائمة الاعتقال بعده وبعد نجلها البكر لتصبح ابنتها الكبرى "بيان" ابنة السادسة عشرة هي المسئولة عن رعاية بيت بأكمله يقيم فيه خمسة من الأطفال الصغار.
وتتساءل بيان: "كيف لنا أن نتحدث عن يوم المرأة العالمي والاحتفاء به كبقية نساء العالم وأمي التي أعياها المرض ترقد خلف قضبان السجون دون أن نعلم عنها شيئا؛ لأن قوات الاحتلال منعت زيارتها رغم أنها تعاني من مرض السرطان.
وتقول بيان التي زارتها العديد من ممثلات المؤسسات النسوية في فلسطين: إنها لا تريد هدايا أو زهورًا ولا خطابات وبيانات في هذا اليوم، ولكنها تأمل بطلب واحد هو ألا تحرم والدتها من العلاج والدواء وإن ُحرم إخوتها الاستمتاع كبقية أطفال العالم بالعيش بين والديهم.
"وائل" الطفل الصغير الذي قدر له أن يولد في سجن الرملة، له قصة عجيبة مع ذكرى الثامن من آذار؛ ففي مثل هذا اليوم من عام 2002 ولد وائل وتفتحت عيناه على فضاء مظلم مغلق اسمه السجن، وأي سجن؛ فأمه شابة تدعى "ميرفت طه" معتقلة منذ عام ونصف تقريبا، أنجبت وائل الذي لم يولد كبقية الأطفال، فلا حليب ولا هدايا ولا عيد ميلاد ولا أب ولا جدة ولا هواء.
وبمناسبة هذا اليوم أصدر نادي الأسير الفلسطيني تقريرًا مفصلاً حول تجربة المرأة الفلسطينية في سجون الاحتلال، حيث أكد التقرير أن تجربة الحركة النسوية الأسيرة تكتسب صفة مميزة مع مجمل التجربة الجماعية للأسرى، حيث بلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات منذ بداية الاحتلال ما يقارب 5000 امرأة فلسطينية، وشمل الاعتقال الفتيات الصغار وكبيرات السن منهن، وكثيرًا ما كان بين الأسيرات أمهات قضين فترات طويلة.
شهدت الفترة الواقعة بين 1968- 1976 أكبر حملة اعتقالات للنساء وكذلك فترة الانتفاضة الأولى، حيث تعرضت الأسيرات للكثير من حملات التعذيب أثناء الاعتقال. كما خاضت الأسيرات منذ بداية تجربة الاعتقال العديد من النضالات والخطوات الاحتجاجية والإضراب المفتوح عن الطعام في سبيل تحسين شروط حياتهن المعيشية، وقد سجل تاريخ الحركة النسوية مواقف بطولية كما حصل في عام 1996 حينما رفضت الأسيرات الإفراج المجزوء عنهن إثر اتفاق طابا، وطالبن بالإفراج الجماعي عن جميع الأسيرات في بداية عام 1997.
وبعد اتفاق أوسلو خاضت الأسيرات معركة الحرية وشاركن في الخطوات النضالية إلى جانب بقية الأسرى في كافة السجون.
وخلال انتفاضة الأقصى الراهنة تصاعدت عمليات اعتقال النساء الفلسطينيات بشكل لم يسبق له مثيل حيث بلغت حالات اعتقال النساء خلال الانتفاضة حوالي 150 فتاة فلسطينية بقي محتجزًا منهن حاليًا 55 أسيرة. وتعرضت النساء خلال انتفاضة الأقصى للتعذيب والتنكيل، وأثناء التحقيق إلى اعتداءات أكثر من مرة داخل السجن حيث فرضت عليهن إجراءات قاسية تمس حقوقهن الإنسانية والمعيشية، كما استخدمت القوات الإسرائيلية أسلوب اعتقال الزوجات للضغط على الأسرى في التحقيق، كما تم اعتقال العديد من الفتيات القاصرات وتحويل عدد آخر منهن إلى الاعتقال الإداري لمدد مختلفة ومفتوحة.
استهداف للحوامل
وقد ورد في بيان لوزارة الصحة الفلسطينية صدر بمناسبة الثامن من آذار أن المرأة الفلسطينية أصبحت الوحيدة في العالم التي تعاني من آلام المخاض وتلد عند الحواجز الإسرائيلية المنصوبة على مداخل جميع المدن والقرى والمخيمات وأمام أعين الجنود دون أن يتحركوا، بل يتمادون في منعها من الوصول إلى المستشفى حتى تزهق روحها وروح جنينها.
وأشار البيان إلى أن المرأة تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية وترتكب بحقها مجازر وعمليات قتل مثلما حدث للسيدة "نهى سويدان" -33 عامًا- الحامل في شهرها التاسع حيث استشهدت خلال مجزرة مخيم البريج وسط قطاع غزة مطلع شهر آذار الجاري (2003). وبيّن البيان أن حادثة قتل المرأة الحامل وطفلها غير المولود التي خلفت وراءها 10 أطفال مجروحين دون مأوى ودون حنان الأم هو أبسط دليل على القتل الإسرائيلي المتعمد للمدنيين الفلسطينيين، واستهداف قتل النساء وهن حوامل والأطفال الرضع بل الأجنة في بطون أمهاتهم.
كما أجهضت "رسمية مزهر بشارات" من قرية جبع في محافظة القدس في 13-1-2003 إثر استنشاقها غازات سامة أطلقها جنود الاحتلال على الطريق الالتفافية قرب بلدة عناتا شمال شرق القدس عندما كانت متوجهة إلى القدس للولادة، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا وابلاً من القنابل الغازية السامة نحو المواطنين الذين يريدون الوصول إلى أعمالهم أو إلى المستشفيات بعد منعهم، وهو ما أدى إلى إصابة السيدة بشارات بالإغماء واختناق الجنين ووفاته.
وفي حالات أخرى قتلت إسرائيل الزوج الذي رافق زوجته إلى المستشفى للولادة كما في حالة "ميسون الشورطي" -21 عامًا- الحامل في شهرها التاسع والتي كانت برفقة زوجها محمد عبد الله الحايك من قرية زيتا جماعين الذي استشهد، وكذلك أصيب حموها.
هكذا هو حال نساء فلسطين.. الاحتفاء بالمناسبات العامة والخاصة لهن له رونق آخر ومذاق مر بطعم الاحتلال.. ولكنهن يدركن أن هذه التضحيات لن تكون هباء منثورًا وإنما ستكون الجسر الذي ستمر عليه سعادة نساء فلسطين لتتحول الاحتفالات بكل المناسبات إلى ابتسامات على الوجوه وليس دموعًا تسيل على الخدود. [/size] | |
|