موضوع: واقع المسلمين ..آلام وآمال الخميس يناير 07, 2010 2:49 pm
واقع المسلمين ..آلام وآمال
:الخطبة الاولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونثني عليه الخير كله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، ومصطفاه من خلقه، ومجتباه من رسله، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، الذين كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً.
فالموفق من عرف لهم فضلهم، واتبعهم في آثارهم، وتمسك بأخلاقهم وآدابهم فرضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون في بلد الله الحرام! إخوة العقيدة والإيمان في كل مكان: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل؛ فإن تقواه جل وعلا أفضل عدة وأربح بضاعة، وخير زادٍ في المعاش والمعاد.
أمة الإسلام: ما أكرم الله أمة من الأمم، بمثل ما أكرم به هذه الأمة، أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وقد منَّ عليها بأعظم منة، وأنعم بأكبر نعمة، ألا وهي نعمة الإسلام وبعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، خير الأنام، وقد كان الناس قبله في جاهلية وضلال، عقائدهم شركٌ ووثنية، أفكارهم زيفٌ وجهلٌ وسطحية، أخلاقهم ظلمٌ وبغيٌ وجور وتسلطٌ وانتقام، حياتهم قلقٌ وخوفٌ واضطراب، وفوضى وإرهاب، الدماء تسفك لأتفه الأسباب، الأعراض منتهكة، الفرقة سائدة، الأخلاق متردية إلى أن أذن الله جل في علاه بانبثاق فجر الإسلام وبزوغ شمسه، ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، بهذا الدين القويم، فأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، بصر به بعد العمى، وهدى به بعد الضلالة، وأرشد به بعد الغواية، وعلم به بعد الجهالة، وجمع به بعد الشتات والفرقة، بعثه بالهدى ودين الحق، دين السعادة والسيادة والرفعة والنصر والقوة، لا خير إلا دل عليه وأمر به، ولا شر إلا حذر منه ونهى عنه، تكفل الله لمن تمسك به وسار على نهجه؛ ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة....... إخوة الإسلام: وبالرجوع إلى الوراء قليلاً والتأمل في أمجاد هذه الأمة، والنظر في حال الأمة الإسلامية في صدر الإسلام، وعصر القرون المفضلة، وما سطره التاريخ الإسلامي المجيد بأحرف الذهب على الصفحات المشرقة، يوم أن كانت الأمة الإسلامية متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
شعارها العز والمجد، وسلاحها الإيمان والصدق، نصرت كتاب الله فنصرها الله، صدقت مع الله فصدقها الله وعده، فتحت البلاد وأصلحت العباد، وأرهبت الأعداء، ودانت لها الأمم والشعوب، ودكت عروش الباطل وصروح الكفر، فدخل الناس في دين الله أفواجاً، ورفرفت راية التوحيد على أقطار المعمورة.
اسألوا التاريخ ماذا قدم المسلمون في بدر والأحزاب وفتح مكة ؟! وفي اليرموك و القادسية ، وفي حطين و عين جالوت وغيرها من معارك المسلمين؟!
بأي سلاح انتصروا! وبأي قلوبٍ خاضوا المعارك! ثم انظروا بعين البصيرة أوضاعكم، وارقبوا أحوالكم، وقارنوا بين ماضيكم العريق وواقعكم الغريق. أمة الإسلام: ويدور الزمان وتمر القرون، وتنصرم الأعوام، والأمة الإسلامية بين مدٍ وجزر، بين صحوة وكبوة، بين يقظة وغفلة، تتمسك بدينها، وتعلي كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم فينصرها ربها، ويعزها ويذل أعداءها، وتغرق في الشهوات وتنغمس في الضلالات، وتنسى شرع ربها فينساها مولاها، ويتخلى عنها، ويكلها إلى نفسها، ويسلط عليها أعداءها إلى أن تراجع دينها.
وتمر الأيام وتخلف الخلوف، وتبحر سفينة الحياة إلى أن ترسو على شاطئ عالمنا المعاصر، وزماننا الحاضر وواقعنا المشاهد، بأحداثه وآلامه، بأحواله المبكية ووقائعه المؤلمة، وأوضاعه المتردية، فتنٌ كقطع الليل المظلم متعاقبة، ومحنٌ متتابعة، عقائد خاطئة، وأفكارٌ زائفة، وأخلاقٌ ساكنة، وحروبٌ طاحنة، وأحزابٌ متناحرة، وفرقة متأصلة، بلادٌ مغصوبة، وحقوقٌ مسلوبة، ودماء مسفوكة، الأعداء متطاولون، والمسلمون مستضعفون، والأشقاء متناحرون، والألداء يتفرجون.
حتى أصبح العالم الإسلامي في وضعٍ لا يحسد عليه، أصبح مسرحاً لكل مشكلة، ومأوى لكل معضلة، فكل يومٍ نسمع أحداثاً ضد المسلمين وضد بلادهم، ضد مبادئهم وقيمهم ومقدساتهم، مما تتفطر منه الأكباد، وتدمى له القلوب، وتبكي له العيون، ومما يزيد في هم المسلم المتابع لأحداث أمته، المتألم لآلامها. أن هذه المشكلات، أصبحت أمراً مألوفاً عند كثيرٍ من الناس، فلا يسعون لتغيير، ولا يجدون في إصلاح، ولا يأخذون بتأمل حاضر العالم الإسلامي وواقعه المؤلم الذي لا تترجم عنه الكلمات، وهو معلومٌ لكل مهتمٍ بقضايا أمته، ومتابعٍ لأخبارها، وحينما يقلب المسلم صفحات هذا الواقع، يجد جوانب متعددة، تطلب العلاج الناجع بإلحاح، ولا سيما الجوانب المتعلقة بأصول هذا الدين وأسسه، ونواحي الحياة الأخرى، على مختلف الأصعدة، خاصة ما يتعلق بالجوانب التربوية والأخلاقية والتعليمية والإعلامية، كذلك ما يتعلق بأوضاع المسلمين في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي، ولا سيما في فلسطين المسلمة، و أفغانستان المجاهدة وغيرها من البلاد التي يقطنها المسلمون وهم أقلية مستضعفة، ومن ناحية أخرى الزحف الهائل من الأفكار الهدامة، والمبادئ المنحرفة، والقوى المتآمرة على ديننا، من الملحدين الشيوعيين، ومن إخوان القردة والخنازير اليهود، ومن المنصريين وغيرهم.
ومما يتعلق أيضاً بأوضاع عدة هذه الأمة، وعماد نهضتها، وهم شبابها وما يعيش فيه أكثرهم اليوم من حياة اللهو والمجون والفراغ، وكذلك وضع المرأة المسلمة، المستهدفة في أخلاقها وآدابها، وما يخص تربيتها على كتاب ربها وسنة نبيها على الخير والفضيلة، والعفاف والستر والحياء والحشمة، ولا سيما مع السيل الجرار من حركات السفور والتبرج والاختلاط، التي اجتاحت العالم الإسلامي حتى أصبحت المرأة المسلمة سلعة للعابثين وسوقاً للمغرضين. تلك -يا إخوة العقيدة- جولة سريعة في أوضاع أمتنا، وقد تشخص الداء، وعرفت أسبابه، التي يجمعها الإعراض عن ديننا وإسلامنا وعن كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن من المسئول عما حدث للمسلمين؟ على من تقع مسئولية النهوض بالأمة من كبوتها؟
من المسئول عن إصلاح سفينة الأمة التي تتقاذفها الأمواج من هنا وهناك؟!
ما العلاج الناجع لكل ما حدث ويحدث؟
إن المسئولية -يا إخوة الإسلام- تقع على عاتق كل منتسبٍ لهذا الدين، الكل طبيبٌ في أمراض أمته، ما دمنا شعرنا بفساد الوضع، وتدهور الموقف وخطورته، يجب علينا أن نتحرك جميعاً في سبيل الإصلاح، لا نلقي بالتبعة على غيرنا، ولا نتخلى عن المسئولية، كلٌ في مجال اختصاصه، وما أتيح له من إمكانات، كلٌ على حسب قدرته واستطاعته، القائد والمعلم، العالم والداعية، والموظف والتاجر، الشاب والمرأة، كلهم على ثغراتٍ من ثغور الإسلام، إسلامكم -أيها المسلمون- رأس مالكم، كلٌ يربي نفسه وأسرته وأولاده، يؤثر في محيطه ويتفاعل مع مجتمعه، إنني أناشد في المسلمين غيرتهم وشهامتهم وكرامتهم.
أملنا في الله كبير، وفألنا عظيم أن تعود الأمة من ذلٍ إلى عزة، ومن هزيمة إلى نصر، ثم أملنا بعد الله معقودٌ على قادة الأمة الإسلامية، الذين تتطلع آمال الأمة الإسلامية، وتتجه أنظارهم صوب اجتماعهم القريب وتشرئب أعماق الشعوب الإسلامية، إلى مؤتمرهم العظيم، فهم معه ملء السمع والبصر، ينتظرون بفارغ الصبر نتائجه الخيرة، وثماره المباركة، التي سيكون فيها بإذن الله جمع الكلمة ووحدة الصف وتحرير المقدسات، وحقن الدماء وإعزاز مواقف المسلمين.
يا قادة الأمة! يا زعماء المسلمين! دعواتنا من بيت الله الحرام، من أطهر بقعة على وجه الأرض، من هذه البقعة المباركة باسم كل مسلمٍ غيورٍ على دينه وبلاده، بملئ أفواهنا ومن أعماق قلوبنا ندعو الله أن يكلل مساعيكم بالنجاح، وما فيه خير الإسلام والمسلمين، وأن يرزقكم الصدق في الأقوال والأفعال، وأن يدلكم على الخير، ويجعلكم من أنصار الحق والعدل والسلام؛ لتنقذوا أمتكم، وشعوبكم من الظلم والبغي، والذل والهوان، ولتعيدوا لهذه الأمة مجدها التليد، وعزها الغابر وكرامتها المفقودة، فوصيتنا تقوى الله عز وجل، ونصرة دينه وتحكيم شريعته، والصدق معه، وتأييد جنده وحزبه، والمجاهدين في سبيله، وجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ولينصرن الله من ينصره: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40].
اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.......
:الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد:-
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله .
أيها الإخوة في الله: يقضي كثيرٌ من المسلمين في هذه الأيام ولا سيما الطلاب وأسرهم، فترةً من الإجازة والراحة بعد شطر عامٍ دراسي، وإن مما يبهج النفس ويسر الخاطر، أن كثيراً منهم يقضون هذه الأيام في رحاب بيت الله الحرام؛ لأداء العمرة، ولكن مما يؤسف له أن بعضهم يجهل آداب هذا الحرم، وينتهك قدسية هذا المكان، شعر أو لم يشعر.
فمن ذلك أن بعض الناس -هداهم الله- يرتكب ألواناً من المعاصي والمنكرات حوله، ويقع في كثيرٍ من المخالفات فيه، ومن ذلك أن بعض الناس يؤذي المسلمين ويزاحمهم بالقول والفعل ويكدر عليهم صفو عبادتهم وخشوعهم بإزعاج أطفاله وما إلى ذلك.
وأعظم من ذلك ما تقع فيه بعض النساء -هداهن الله- من التبرج بالزينة، وعدم الحجاب وأخذ كامل الزينة والتعطر بألوان الروائح والطيب، والتحلي بالحلي واللباس الفاتن، إذا أتت للحرم وهذا منافٍ لما عليه المرأة المسلمة.
أيتها المسلمات: يجب على المرأة إذا أتت إلى هذا المكان، ورأت الرجال أن تحتجب حجاباً شرعياً كاملاً بتغطية وجهها وكفيها، وإلا فقد عرضت نفسها لسخط الله، ومن الغبن أن تأتي المرأة للأجر فتعود بالإثم والوزر.
فاتقين الله -أيتها النساء- واتقوا الله يا أولياء أمور النساء، خذوا على أيدهن، ومروهن بالحق والواجب عليهن، واتقوا الله يا أمة الإسلام، وتوبوا إليه؛ لعلكم تفلحون.
وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبي الرحمة والهدى كما أمركم بذلك ربكم جل وعلا فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين إلى ما تحب وترضى، اللهم هيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير إذا ذكر، وتذكره إذا نسي يا رب العالمين.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم خذ بأيديهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم اجمع كلمتهم، ووحد صفوفهم يا رب العالمين.
اللهم وفق قادة الأمة الإسلامية إلى الاجتماع على الإسلام الحق، إلى تحكيم كتابك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم وفق المسلمين قاطبة إلى ما تحب وترضى يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ...... (ان هذا موضوع لقد حصلت عليه من الموقع فضليه الشيخ عبدالرحمن السديس رابط الموقع :http://www.alsudays.com ) نتمي الموضوع ان ينال اعجابكم