السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـــــ إذا كانت المرأة أكثر شعورا بالغيرة , فماذا يحدث إذا أصيب الرجل بسهامها . الرجل عادة لا يتصور أن يكون هناك غريم له في حبه , لأن ذلك يصيبه بطعنة عميقة في رجولته وفي كيانه كإنسان , ويتصور أن الآخرين يشيرون إليه ويقولون / هذا هو من ترك فتاته أو امرأته لشاب أو لرجل آخر .
إذا كانت الزوجة عادة تصاب بحالة خيبة أمل قوية إذا شعرت بالغيرة , وحتى قبل أن تتأكد أن زوجها قد فضل امرأة أخرى عليها , وقد تصاب بحالة اكتئاب شديد إذا جمعت بين أيديها خيوط أدلة قوية وقد يدفعها ذلك إلى الانتقام السريع من غريمتها وزوجها معا , إلا أن الرجال عندما يشعرون بالغيرة فإنهم يثورون ولكنهم لا يحطمون كل شيء , لأنهم يشعرون أنهم الطرف الأقوى , وأن الحل في النهاية في يده هو , وحتى ولو وصل الأمر إلى الانفصال عن زوجته فإن هذا بالنسبة له ليس نهاية العالم , فإن هناك نساء كثيرات يمكن أن يعوضنه أيام العذاب التي عاشها مع امرأة فضلت عليه رجلا آخر .
والمرأة قد تحطم البيت في ثروتها , وقد تؤذي الرجل الذي قد هجرها , وقد يصل انتقامها إلى القتل أو الانتحار , ومن هنا فقد وصف بعض المحللين الغيرة بأنها مرض وأنها قوة مدمرة لحياة الإنسان .
لكن الرجل يميل إلى التريث والتفكير , ولكنه لا ينسى أبدا امرأة أثارت غيرته أو تركته إلى رجل آخر , وقد ينتقم أو يدخل في عراك مع غريمه , وفي العصور الوسطى كانت هذه المسألة تنتهي عادة بمبارزة حتى الموت بين عاشقين يتنافسان على حب امرأة واحدة .
ولكن ماهو موقف الأبناء , الذين يعيشون تحت سقف مشتعل بنيران الغيرة ؟
تُحذّر مؤلفة كتاب الغيرة "نانسي فرا يداي" من هذا الوضع الخطير , فان عواصف الغيرة بين الزوجين أول ضحاياها هم الأبناء الذين يشعرون أن شيئا مهما مفقودا في البيت هو الحب بين الأب والأم , وفي العادة فإن الأب والأم إن فُقد الحب بينهما لا يستطيعان منحه لأولادهما , وبكل أسف فان الزوجين لا يكدان يشعران بالآثار المدمرة لغيرتهما الحمقاء على مستقبل أبنائهما