بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعد وصايا أمامة بنت الحارث لابنتها من نفائس الحكمة المأثورة.. نقتبس منها وصايا للزوجين معاً.. من أجل بيت سعيد؛ في ظلال قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء/228).
حيث مضت معنا سبع وصايا تمثلت في الصحبة بالقناعة، وحسن السمع والطاعة، والتعهد لمواضع عينيه، والتفقد لموقع أنفه، والتعهدُ لوقت طعامه، والهدوء عند منامه.. والاحتراس لبيته وماله...
ثم كانت الوصية الثامنة من أمامة لابنتها العروس هي:
"الإرعاء على نفسه وحشمه وعياله".
حشم الرجل هم خاصته من الأهل والعيال، والقرابة والجيرة أيضا.. (كما في القاموس المحيط).
فمراد أمامة من وصيتها: حفظ الزوجة جانب زوجها في هؤلاء؛ بالقيام بمسؤوليتها في بيتهما.. وتربية أولادهما ورعايتهم. وكذلك رعاية جانبه في قرابته وجيرته بالبر والإحسان.
جاء في التفسير الميسر في قوله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ..}: "فالصالحات المستقيمات على شرع الله منهن, مطيعات لله تعالى ولأزواجهن, حافظات لكل ما غاب عن علم أزواجهن بما اؤتمنَّ عليه بحفظ الله وتوفيقه.."
وهنا يتجلى الفرق بين امرأة موفّقة حافظة لزوجها بالغيب؛ فيغدو ويروح إلى شؤونه وأشغاله، منشرح الصدر مطمئنا إلى حسن رعايتها لبيته وعياله.. وسائر ما يهمه ويشغل باله...
وبين أخرى بائسة.. تنغص عيشه بنشوزها في حضوره، وقلقه وتوجسه في غيابه وترحاله!
والإشارة تغني ذوي الألباب .. ويتوب الله على من تاب!
وللزوج يُقال:
لن تنال مرادك من زوجك بحسن الرعاية لبيتك وحشمك وعيالك.. إلا بمنحها مثل ذلك..!
تمنياتي لكم بالتوفيق والسعادة الدائمة
وهذا منقول لكِ يا حواء
:)